هل يستقيم القنوط في فضاء الرحمة؟ سؤال يثير في النفس فضولاً. مبعثه ان دلالة كلمة رحمة يجب ان تبعث في النفس راحة مبعثها الاجواء المحيطة تعبق بما تعنيه هذه اللفظة "رحمة"، وحين تأتي لفظة "قنوط" التي تعني اليأس والاحباط والاسقاط، وجزم الأمر باتجاه الادانة وايقاع العقوبة، حين تأتي هذه اللفظة "قنوط" قريبة من "الرحمة"، تنبت في النفس تقاطعات لا تفضي الى ما يمكن ان تحمد عقباه، ذلك ان اليأس والاحباط والاسقاط، مواقف انسانية لم تتصف يوما بالايجابية وكانت دوما مدعاة الى الخروج على ثوابت القناعة الايمانية والسقوط وهوة النكران المفضية الى الكفر.
هكذا نقرأ قوله تعالى في الآية 53 من سورة الزمر:
"قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم".
بداية يأتي الخطاب هنا الى عباد الله تعالى، ليفتح آفاقا تتسع لكل من اعترف لله تعالى بالعبودية تأسيسا على انه الخالق، و"عبادي" حين يأتي الخطاب القرآني مبدوءا بها، تضفي اجواء حميمية تبعث في النفس راحة منشؤها ان هذا نداء من الرب الخالق لمن عبده من خلقه، وبالتالي فان اسباب هذا النداء تأتي غالبا ذات بنية ايجابية تقدم لمن خاطبهم الله تعالى امرا من امور الخير الذي تمس اليه النفس في موقف او مواقف ذات بنية خطيرة، حمل النص بعد النداء بشرى الخلاص منها.
ولسنا هنا بمعرض تناول الظروف التي شكلت اسبابا لنزول هذه الآية الكريمة، هذه الاسباب التي تعددت كما حملتها "التفاسير" العديدة التي تناولتها، لكننا نعمل على الوقوف عند البنية اللغوية والدلالة اللفظية والمعاني التي تحملها الصيغة التي جاءت عليها الآية الكريمة فالخطاب ينادي على عباد الله.. ثم تختص فئة محددة من هؤلاء العبادي. يحددهم باولئك "الذين اسرفوا على انفسهم" والاسراف هنا انما كان في اتيان اعمال تقع دون ادنى شك تحت عنوان "الخطايا" التي تراكمت وتكاثرت وتنوعت وتعددت حتى اوصلت العقل الى يأس من نقاء ممكن يطهر الذات من ادران هذه "الخطايا"، وبالتالي يدفع الى "قنوط" من ان تتسع رحمة الله حتى تطال هذا كله، فتشمله وصولا الى مغفرة او تجاوز.
الى هؤلاء .. بداية .. جاء الخطاب، الى "الذين اسرفوا على انفسهم" ليقول لهم ان "لا تقنطوا من رحمة الله"، فاذا كان هؤلاء الذين تسربلوا بالاسراف، ووقعوا ضحايا الخطايا الكبار التي جعلتهم داخل دائرة الاسراف، اذا كان هؤلاء مدعوين بان لا يقنطوا من رحمة الله، فما بالك بغيرهم ممن لم يقعوا في اطار دائرة الاسراف هذا، لكن ساورتهم نفوس بذنوب اتوها اسكنت في قلوبهم الخوف من عذاب الله، أليسوا هم ايضا مشمولين برحمة الله تعالى التي ستفضي الى مغفرة، ذلك ان الله يغفر الذنوب جميعاً؟ والله أعلم.
هكذا نقرأ قوله تعالى في الآية 53 من سورة الزمر:
"قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم".
بداية يأتي الخطاب هنا الى عباد الله تعالى، ليفتح آفاقا تتسع لكل من اعترف لله تعالى بالعبودية تأسيسا على انه الخالق، و"عبادي" حين يأتي الخطاب القرآني مبدوءا بها، تضفي اجواء حميمية تبعث في النفس راحة منشؤها ان هذا نداء من الرب الخالق لمن عبده من خلقه، وبالتالي فان اسباب هذا النداء تأتي غالبا ذات بنية ايجابية تقدم لمن خاطبهم الله تعالى امرا من امور الخير الذي تمس اليه النفس في موقف او مواقف ذات بنية خطيرة، حمل النص بعد النداء بشرى الخلاص منها.
ولسنا هنا بمعرض تناول الظروف التي شكلت اسبابا لنزول هذه الآية الكريمة، هذه الاسباب التي تعددت كما حملتها "التفاسير" العديدة التي تناولتها، لكننا نعمل على الوقوف عند البنية اللغوية والدلالة اللفظية والمعاني التي تحملها الصيغة التي جاءت عليها الآية الكريمة فالخطاب ينادي على عباد الله.. ثم تختص فئة محددة من هؤلاء العبادي. يحددهم باولئك "الذين اسرفوا على انفسهم" والاسراف هنا انما كان في اتيان اعمال تقع دون ادنى شك تحت عنوان "الخطايا" التي تراكمت وتكاثرت وتنوعت وتعددت حتى اوصلت العقل الى يأس من نقاء ممكن يطهر الذات من ادران هذه "الخطايا"، وبالتالي يدفع الى "قنوط" من ان تتسع رحمة الله حتى تطال هذا كله، فتشمله وصولا الى مغفرة او تجاوز.
الى هؤلاء .. بداية .. جاء الخطاب، الى "الذين اسرفوا على انفسهم" ليقول لهم ان "لا تقنطوا من رحمة الله"، فاذا كان هؤلاء الذين تسربلوا بالاسراف، ووقعوا ضحايا الخطايا الكبار التي جعلتهم داخل دائرة الاسراف، اذا كان هؤلاء مدعوين بان لا يقنطوا من رحمة الله، فما بالك بغيرهم ممن لم يقعوا في اطار دائرة الاسراف هذا، لكن ساورتهم نفوس بذنوب اتوها اسكنت في قلوبهم الخوف من عذاب الله، أليسوا هم ايضا مشمولين برحمة الله تعالى التي ستفضي الى مغفرة، ذلك ان الله يغفر الذنوب جميعاً؟ والله أعلم.
لا يوجد حالياً أي تعليق